11% نسبة الولادة المبكرة في لبنان !

11% نسبة الولادة المبكرة في لبنان !

 

تتراوح نسبة الولادات المبكرة في العالم بين 8 و12 في المئة، بينما تسجّل نسبة الولادات المبكرة في لبنان نحو 9 إلى 11 في المئة من معظم الولادات. يراوح معدل فترة الحمل الطبيعي بين 37 و40 أسبوعاً وتعتبر الولادة مبكرة إذا حدثت قبل أن يكتمل نموّ الجنين في الرحم أي قبل 37 أسبوعاً من الحمل.
 

 

 

تشرح الاختصاصية في العناية لحديثي الولادة والخدّج في المركز الطبي في «الجامعة الأميركية» في بيروت الدكتورة لمى شرف الدين للزميلة ملاك مكي بأنه لا سبب واضحاً لحالات عدة من الولادات المبكرة. في المقابل، تزيد بعض الأمراض المزمنة مثل إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم أو بالسكري أو بتشوّه في الرحم أو بالتهابات نسائية من خطر حدوث ولادة مبكرة. ويساهم وجود تشوّهات خلقيّة عند الجنين، أو مشاكل في النموّ عند الجنين في زيادة نسبة التعرّض إلى ولادة مبكرة.
 

 

 

ويؤثّر التدخين، والبدانة، وتناول الكحول والمخدرات في زيادة حدوث الولادة المبكرة من دون أن يندرج تقدّم عمر المرأة واكتئاب الأم ضمن عوامل الخطر. وفي حال ولادة مبكرة قبل 23 أسبوعاً من الحمل، هناك احتمال ضئيل جداً في أن يبقى الخديج على قيد الحياة بسبب عدم اكتمال الجهاز التنفسي. في المقابل، تراوح نسبة البقاء على قيد الحياة للخدّج الذين ولدوا بين 23 و26 أسبوعاً من الحمل بين 50 و80 في المئة. وترتفع حظوظ الخدّج في البقاء على الحياة كلمّا طالت فترة الحمل، إذ يكتمل نمو أعضاء الجنين وتكتسب هذه الأعضاء وظائفها تدريجاً.
 

 

 

يعاني الخدّج، في حال الولادة المبكرة، مشاكل في التنفس بسبب عدم اكتمال جهاز التنفس، فيحتاجون بالتالي إلى عناية خاصة بواسطة أجهزة التنفس الاصطناعي. بالإضافة إلى أنهم عرضة لنزف دماغي بسبب رقة الشرايين، خصوصاً للذين لم ينهوا فترة 32 أسبوعاً في رحم الأم. ولا تنحصر مضاعفات الولادة المبكرة في فترة ما بعد الولادة بل تؤثر في المدى البعيد، إذ تزيد نسبة الإصابة بالربو عند الأطفال. وترتبط المشاكل الصحية الأخرى بالمضاعفات التي يواجهها الخدج في فترة العناية الفائقة. 
 

 

 

تبيّن دراسة حديثة، أجريت في مقاطعة كيبك ونشرت في الرابع والعشرين من أيلول الماضي في مجلة «le journal de l’association medicale canadienne»، أن النساء اللواتي ولدن بفترة مبكرة (أي قبل انتهاء 37 أسبوعاً) هنّ أكثر عرضة للإصابة باضطرابات صحيّة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم أثناء فترة حملهن، ما يشكّل عامل خطر إضافياً يجب على الأطباء التنبّه له.
 

 

 

ليس هناك، وفق شرف الدين، وسائل لتنبّؤ مبكر لحالات الولادة المبكرة. غير أنه يمكن للأمّهات الحوامل السيطرة على عوامل الخطر المعروفة من خلال المتابعة لدى الطبيب.

 

 

توجب عناية الخدّج ومتابعتهم الصحيّة كلفة مادية باهظة. لذا، بادرت أربع أمهات، ومن خلال تجربتهن، إلى إنشاء صندوق مساعدات بالتعاون مع «الجامعة الأميركية» في بيروت. يوفر الصندوق دعماً مادياً للأهل الذين يرزقون بمولود خديج ويقوم بنشاطات عدة لتأمين التمويل المادي. ونجح الصندوق منذ تأسيسه في كانون الأول 2011 في مساعدة ما لا يقلّ عن 67 حالة ولادة مبكرة.